ايمن محمود _
عدد المساهمات : 3372 النجمه : 10289 المستوى : 27 تاريخ التسجيل : 12/11/2011 البلد : طريق الاسلام الحاله المزاجيه الان : هادي
| موضوع: الإحســــــاس بالألــــــــم بين الطــــــــب والقــــرآن الأربعاء فبراير 20, 2013 9:28 pm | |
| الإحســــــاس بالألــــــــم بين الطــــــــب والقــــرآن د. سـالم عبـد الله المحـمــودوالشيخ عبدالمجيد الزنداني كان الاعتقاد السائد منذ عدة قرون : أن الجسم كله حساس للآلام، ولم يكن واضحاً لأحد يوم ذاك أن هناك أعصاباً متخصصة في جسم الإنسان لنقل أنواع الألم، حتى كشف علم التشريح اليوم دور النهايات العصبية المتخصصة في نقل أنواع الآلام المختلفة. وسنرى فيما يعرضه هذا البحث من الحقائق العلمية ما يناقض ذلك الاعتقاد الذي كان سائداً وقت التنزيل وإلى زمن قريب جداً. وبمقارنة تلك الحقائق العلمية مع ماورد في القرآن الكريم من الإشارات العلمية حول الجلد وكونه مختصاً بنقل الإحساسات المتنوعة؛ يتأكد لنا أن هذا القرآن الكريم هو كلام الله خالق الكون ومبدع الإنسان وأنه هو الذي أوحى بتلك الحقائق إلى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.
النصوص التي وردت في الموضوع :
قال الله تعالى عن عذاب الكافرين يوم القيامة :
{إنَّ الذٌينّ كّفّرٍوا بٌآيّاتٌنّا سّوًفّ نٍصًلٌيهٌمً نّارْا كٍلَّمّا نّضٌجّتً جٍلٍودٍهٍمً بّدَّلًنّاهٍمً جٍلٍودْاغّيًرّهّا لٌيّذٍوقٍوا العّذّابّ إنَّ اللَّهّ كّانّ عّزٌيزْا حّكٌيمْا} (النساء: 56).
وقال تعالى :{وسٍقٍوا مّاءْ حّمٌيمْا فّقّطَّعّ أّمًعّاءّهٍمً} ( محمد : 15 ).
تفسير الآية الأولى :
قال الطبري في تأويل قوله تعالى: {سوف نصليهم ناراً} سوف ننضجهم في نار يصلون فيها،أي يشوون فيها، {كلما نضجت جلودهم} كلما انشوت بها جلودهم فاحترقت {بدلناهم جلوداً غيرها} يعني غير الجلود التي قد نضجت فانشوت {ليذوقوا العذاب} فعلنا ذلك بهم ليجدوا ألم العذاب وكربه وشدته بما كانوا في الدنيا يكذبون آيات الله ويجحدونها (1).
وقال الزمخشري : ليدوم لهم ذوقه ولا ينقطع، كقولك للعزيز: ;«أعزك الله أي أدامك على عزك وزادك فيه ;».
تفسير الآية الثانية :
قال القرطبي : {وسٍقٍوا مّاءْحّمٌيمْا} أي حاراً شديد الغليان إذا دنا منهم شوى وجوههم ووقعت فروة رؤوسهم ، فإذاشربوه قطع أمعاء هم وأخرجها من دبورهم .
والأمعاء : جمع مِعًـى ، والتثنية : مِعَيَانْ ، وهو جميع ما في البطن من الحوا يا(1) .
وقال الطبري : وسقي هؤلاءالذين هم خلود في النار ماء قد انتهى حره فقطع ذلك الماء من شدة حرة أمعاء هم(2)،كما ذكر مثله الشوكاني في فتح القدير، (3) وابن كثير في تفسيره (4) .
الجلــد وعذاب النار
الحقائق العلمية حول الجلد :
إذا ألقينا نظرة على خارطة الجلد نجد قدرة الخالق جل وعلا تتجلى في الشكل البديع الذي يوضح كيف تتوزع أعصاب الإحساس في جلد الإنسان حيث نجد أن هناك مايقرب من خمسة عشرمركزاً لمختلف أنواع الإحساس العصبي قد تم اكتشافها من قبل علماء الطب والتشريح ،وقد حمل بعضها أسماء مكتشفيها .
وقد قسم علماء الطب الإحساس إلى ثلاث مستويات: أ - إحساس سطحي . ب - إحساس عـمـيـق . جـ - إحساس مركـــب .
ويختص الإحساس السطحي باللمس والألم والحرارة؛ أما الإحساس العميق : فيختص بالعضلات والمفاصل . أي إحساس الوضع أو التقبل الذاتي (PROPRIOCEPTION ). وكذلك ألم العضلات العميق وتحســس الاهتزاز (PALLESTHESIA ).
والآلية الحسية لكلا الإحساسين : السطحي والعميق، تشمل التعرف وتسـمية الأشـياء المعروفة والموضوعة في اليد، أي حاسـة معرفة الأشـياء باللمـس) STEREOGNOSIS ). وكذلك حاسة الإدراك الموضعي ( TOPOGNOSIS )، أي المقدرة على تحديد مواضع الإحساس أو التنبيه الجلدي .
والإحساس باللمس : أي معرفة الأشياء باللمـس ؛ ويعتمد على سـلامة قشرة المخ ، أو لحاء المخ .
وهناك مايعرف بتقسيم د. هد ( HEAD, S CLASSIFICATION ) حيث قسم الإحساس الجلدي إلى مجموعتين :
إحساس دقيق (EPICRITIC ) يختص بتمييز حاسة اللمس الخفيف والفرق البسيط في الحرارة .
وإحساس أولي (PROTOPATHIC ) ويختص بالألم ، ودرجة الحرارة الشديدة .
وكل إحساس منهما : يعمل بنوع مختلف من الوحدات العصبية ، وقد بنى استنتاجه هذا على ملاحظاته لتجدد الأعصاب ؛ الذي يعقب الإصابة ، حيث وجد أن الإحساس الأولي(PROTOPATHIC ) يعودسريعاً أي خلال عشرة أسابيع ، بينما الإحساس الدقيق يبقى معطلاً لمدة سنة أو سنتين، أو ربما لايعود نهائياً .
خلايا التغيرات البيئية :
توجد خلايا مخصصة لاكتشاف التغيرات الخاصة في البيئة (RECEPTORS)، وهي تنقسم إلى أربعة أنواع :
خلايا تتأثر بالبيئة الخارجيةEXTEROCEPTORS)، وهي مخصصة لحاسة اللمس،وتشتمل على جسيمات (مايسنر(MEISSNERS CORPUSCLES)وجســــــــــيمات (ميرگل)(MERKELS CORPUSCLES).
خلايا الشعر ، ونهاية بصيلات كروز :
( ERAUSE END BULBES )، وهي مخصصة للبرودة .
اسـطوانات روفيني :
,(RUFFINI, S CYLINDERS)وهي مخصـصة للحرارة.
نهايات الأعصاب الإرادية أو الحرة للإحساس بالألم .
الأشكال توضح نهايات العصب الحسي وهي متقبلات خارجية (مستقبلات)
وقد أثبت التشريح أن الألياف العصبية الخاصة بالألم والحرارة متقاربة جداً، كما بين الطريقَ الذي تسلكه الألياف العصبية الناقلة للألم والحرارة حيث تدخل النخاع الشوكي (SPINAL CORD )وبعده إلى المخيخ (CEREBELLUM ) ثم إلى الدماغ المتوسط (MID BRAIN) ومنه إلى المهاد ( THALAMUS ) ثمإلى تلافيف الفص المهادي للمخ (GYRUS OF PARIETAL LOBE ) .
ونخلص من هذا إلى أن الجلد هو من أهم أجزاء جسم الإنسان إحساساً بالألم ، نظراً لأنه الجزء الأغنى بنهايات الأعصاب الناقلة للألم والحرارة . | |
|