قلبتها بين يدى

موضوع: قلبتها بين يدى السبت فبراير 23, 2013 5:42 pm

قلبتها بين يدي

الدمية كانت لشخصية كرتونية اشتهرت قبل العديد من السنوات، لا أظن بأنه لازالت لها شعبية هذه الأيام

قلبتها، تبدو جديدة، حتى بطاقة السعر عليها

تنبهت لرجل في المنتصف العمر من العمر يجلس على حافة الطريق يحلق بالدمية التي بين يدي بعينين ملؤهما الحزن والوهن

اقتربت منه ألقيت عليه السلام

صرخ بي "القي بها بعيداً،

فلقد فعلت ذلك بفلذة كبدي قبلها

فلما لا أفعل بقطع من القماش"

جلست بقربة

بتأثر شديد سرد قصته

جئت إلي هذي البلاد قبل عشر سنوات طلبا للرزق، تاركا خلفي زوجتي وصبي جميل في التاسعة من العمر

التحقت للعمل في شركة مرموقة، كنت اطمح بأن أوفر لعائلتي الصغيرة حياة رغدة

و أنا في طريقي للعمل في أول يوم لي

مررت بالقرب من متجر للألعاب ولفتت نظري هذه الدمية

فابني كان يحب هذه الشخصية الكرتونية كثيرا

ولا يمل من إعادة الحلقات لمرات ومرات

بالرغم من ارتفاع سعرها بالنسبة لميزانيتي تلك الأيام

عزمت على شرائها له

انغمست في الحياة الجديدة وسرقتني السنين

كنت اعمل لساعات طويلة جدا كل همي جمع اكبر قدر ممكن من المال

كنت احلم باليوم الذي أعود فيه لأعيش مع ابني حياة رغدة مرفهة

نسيت أن أقول لك بان زوجتي طلبت الانفصال بعد خمس سنوات

فهي لم تحتمل بعدي عنها ولم تطق الوحدة

نفذت لها ما أرادت بدون حتى ان أحاول ثنيها عن قرارها فلقد كنت أرها أمراه ناكره للجميل

بعد عشر سنوات قررت العودة

ذهبت إلي منزلي وكلي شوق لملاقاة ابني.. صغيري

طرقت الباب، فتحت لي فتاة في الخامسة من العمر وخلفها زوجتي، عفوا من كانت زوجتي

عرفت بأنها قد تزوجت بعد انفصالنا

ما أن رأتني حتى قالت

"اذهب لرؤية ابنك في المشفى فهو هناك بسبب جرعة زائدة من المخدر"

ثم أجهشت في بكاء مرير

ذهبت للمستشفى

ومنعت من زيارته

فلقد رفض ابني مقابلتي

حاولت للعديد من المرات لأواجه بنفس الرد

" عذراً لا يريد ملاقاتك"

بعد أسابيع فجعني خبر وفاته

نعم وفاة صغيري وحيدي

ذهبت لاستلام الجثمان وياله من منظر

لم يكن هذا ابني الذي تركته خلفي

لم استطع تقبيله و لا حتى الاقتراب منه

فررت من المشفى عازما على الهجرة للأبد

فررت من المشفى عازما على الهجرة للأبد

ذلك الذي طبعه الهروب سيفعل ذلك في كل الاحوال وفي كل الاوقات دون ان يتجرأ على المواجهه يوما

شكرا دعاء ع القصه الجميله
الزمرد