إن كل المتبقى من مدينة بابل الفريدة هى مجموعة من الآثار على جانبى نهر الفرات لقد كانت بابل عاصمة أول أكبر إمبراطورية فى التاريخ منذ أربعة آلاف عام ، ثم انهزمت من الإمبراطورية الآشورية المنافسة لها وفى عام 626 قبل الميلاد تحالف حاكم فارس واستاعا قهر " الأشوريين " ونصب " نابوبولاسار " حاكم جنوب بابل حاكما على بابل .
وأثناء حكم " نابوبولاسار " استطاعت بابل أن تستعد مجدها وأكثر ، وكذلك أيضا أثناء حكم ابنه " نبوخذ نصر " وذلك من الفترة 605 - 661 قبل الميلاد واستطاع " نبوخذ نصرالثانى " أن يبنى حوائط باهرة حول المدينة ويحصنها بالحوائط والقلاع كما أقام النقاط القوية بطول الاسوار وأقام كذلك جسرا وأقام كذلك جسرا ضخما عبر نهر الفرات وقصرا ملكيا فاخرا فى أعالى المدينة .
وبالقرب من القصر وعلى جانبى نهر الفرات أقام "ى نبوخذ نصر الثانى " حدائق بابل المعلقة والشهيرة والتى تعتبر واحدة من عجائب العالم القديم وكانت زوجة " نبوخذ نصر" ملكة بابل - ابنة أحد قادة الجيوش التى تحالف مع أبيه والذى بذل الجهد الكبير فى قهر " الآشوريين " وكانت تدعى " سميراميس" والتى افتقدت المعيشة فى تلال " فارس " وكانت تكره أن تعيش فى مسطحات بابل ، لذلك قرر " نبوخذ نصر" أن يسكنها فى بناء فوق تلال مصنوع بأيدى الرجال وعلى شكل حدائق بها تراسات .
ويبلغ ارتفاع حدائق بابل 328 قدما (100متر) - وهو مايعدل تقريبا 3/4 ارتفاع الهرم الاكبر - واحيطت بسور قوى محصن يبلغ سمكة 23 قدما (7 أمتار ) - واتصلت " التراسات " بعضها ببعض بواسطة سلالم رخامية يساندها صفوف من الاقواس الرخامية أيضا كما صنعت أحواض حجرية للزهورمبطنة بمعدن الرصاص وضعت على جانبى كل تراس وملئت بأشكال عديدة من الاشجار والزهور ونباتات الزينة المختلفة .
ويحتوى " التراس " العلوى على فسقيات تمد بالماء باقى التراسات وحدائقها ويأتى هذا الماء من نهر الفرات بواسطة مضخات تدار بسواعد العبيد .
( حدائق بابل المشهورة التى بنيت فى القرن السادس قبل الميلاد بواسطة
" نبوخذ نصر الثانى " كمسكن لزوجته المريضة سميراميس
انها تحفة من الفن المعمارى الرائع )
لقد كانت حدائق بابل تحفة معمارية فريدة ومن أجمل الناظر فى العالم القديمة لانها ذات نسق هندسى فى البناء المعمارى وهندسة الرى الراقية .
لقد عاشت إمبراطورية بابل الجديدة فترة وجيزة من الزمن ولم يمص اثنان وعشرون عاما على وفاة " نبوخذ نصر " حتى سقطت بابل فى يد الإمبراطور الفارسى " كيروس " حيث اقتحم جيشةه المدينة دون أدنى مقاومة واستمرت المدينة حتى القرن الثالث قبل الميلاد
إن المتبقى من المدينة فى هذه الايام هو بقايا بئر وقوس أو قوسين .