التنافس المحموم

اسأل نفسك : هل ستعبر جسر جهنم أم ستسقط فيه من ثقل الأوزار ؟! وإن عبرت فبأي سرعة ؟! أهي سرعة البرق , أم سرعة الريح , أم الماشي , أم الزاحف ؟! مع العلم أن سرعتك هناك على قدر همتك واجتهادك هنا .
وهذا ميدان يتفاوت فيه الناجون ويتسابق الفائزون , إضافة إلى ميادين أخري :
· فهناك مناقشة الحساب , منهم من يناقش ثم ينجو ومنهم من يعبر مجتازاً دون النقاش.
· وهناك الحياء عند العرض , منهم المتواري خجلاً من لقاء ربه ثم ينجو , ومنهم على العكس منه المسرور الممتلئ فرحاً باللقاء ورؤية الله عز وجل لأول مرة .
· وهناك الانتظار في ساحة الحشر , منهم الوجل المرعوب حتى سماع قرار النجاة , ومنهم الواثق بربه السابق إلى دخولها قبل أن يدخلها سائر الناس .

* وكل هذا بحسب السبق في الأعمال والأحوال في الدنيا .
* وممن أغراك بالاشتراك في هذه المسابقة رجل ملأ كل لحظة من وقته وكل ذرة في وجدانه حتى لم يبق عنده فرصة لمزيد عمل أو اجتهاد , وهو أبو مسلم الخولاني الملقب بحكيم الأمة , واسمع له يصف حاله يدعوك به لتقتبس منه :
" لو قيل إن جهنم تسعر ما استطعت أن أزيد في عملي "


د.خالد أبو شادي
من كتاب "ليلى بين الجنة والنار"