((( المقدمة )))
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ...
في البداية سنتحدث عن رجل بهرني حتى النخاع .. رجل استطاع و ببراعة منقطعة النظير أن يحوز على كامل إعجابي و تقديري و أيضاً على جل احترامي و أعتقد بأنه هناك الكثيرين من الذين يشاركوني نفس الشعور .. و ذلك الشخص العظيم هو ابن مصر أم الدنيا .. مصر التي أنجبت الكثير من العظماء و التي قدمت للوطن العربي أشخاص يفخر بها كل مصري و عربي على حد سواء.. ذلك الرجل هو صاحب الاسم الرنان إنه الرئيس المصري الشجاع الراحل جمال عبد الناصر .. تابعوا معي التفاصيل و أراهن بأن إعجابكم و انبهاركم بذلك الأسد المغوار سيتضاعف حتماً .
و سيكون هذا الموضوع على عدة أجزاء بإذن الله .
سنتحدث عن الشخصية الرائعة سيادة الرئيس جمال عبد الناصر .
,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸ .,¸.
((( لمحة عن حياة جمال عبد الناصر الخاصة )))
و لكن قبل أن أدخل في تفاصيل حياة الرئيس جمال عبد الناصر أود أن أنقل لكم حواراً لفت انتباهي بين رجل فرنسي و صديقه الإنكليزي في حق الشعب المصري و كان الحوار كالآتي :
((... كان الفلاحون بجلابيتهم الزرقاء قد بدأوا ينهضون إلى أعمالهم و كل واحد منهم يحمل فأسه أو منجله كي يمارسوا أعمالهم المعتادة في الحقل ...))
نظر الفرنسي إليهم ثم قال بإعجاب موجها كلامه إلى صديقه الإنكليزي :
ـ ما أجمل ذوقهم !! لون لباسهم كلون السماء .
فرد عليه الإنكليزي و ابتسامة متهكمة ترتسم على شفتيه :
ـ إنك تبالغ إذ تحسب أن لهؤلاء الجهلاء أذواقاً .
و أجاب الفرنسي :
ـ جهلاء؟!! إن هؤلاء الجهلاء أكثر علماً منا .
ـ إنكم معشر الفرنسيين تضحون بالحقائق في سبيل الكلام .
ـ أنت ترتاب بقولي .. و لكني أكتفي بأن أقول لك :
احترس .. احترسوا من هذا الشعب فهو يخفي في نفسه قوة هائلة .
ـ يخفيها أين يا عزيزي ؟؟
ـ فأجاب الفرنسي بهدوء و اقتناع :
ـ في البئر العميق الذي خرجت منه تلك الأهرامات الثلاث .
ـ ما كل هذا .. خرج من البئر .. أي بئر ؟؟
فأشار الفرنسي بإصبعه إلى الجهة اليسرى من صدره و قال:
ـ هذا ...
ـ القلب ؟؟!!
ـ أجل .. لا تستهن بهذا الشعب المسكين اليوم إن القوة كامنة فيه و لا ينقصه إلا شيء واحد .
ـ ما هو؟؟
ـ المعبود .
نظر الإنكليزي إلى صديقه نظرة لا يدري أمعناها الاستيضاح أم الموافقة ، وقال الفرنسي :
ـ نعم .. بنقصه ذلك الرجل منهم .. الذي تتمثل فيه كل عواطفه و أمنياته ، و يكون له رمز الغاية .. عند ذلك لا تتعجب لهذا الشعب المتماسك المتجانس المستعذب و المستعد للتضحية إذا أتى بمعجزة أخرى غير الأهرام .
و كأن ذلك الفرنسي قد نطق بنبوءة ما .. فقد تمثلت تلك المعجزة فيه.. إنه ذلك الرجل .. حلم العرب في الماضي و الحاضر و المستقبل .. إنه الرئيس المغوار جمال عبد الناصر ..
,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.,¸.
((( ملف تعريف )))
الاسم : جمال عبد الناصر .
اسم الأب : عبد الناصر حسين .
اسم الأم : فهيمة محمد حماد .
مكان الإقامة : في منزل متواضع في حي شعبي من أحياء القاهرة .
تاريخ الميلاد : 15 كانون الثاني ـ 1918م .
العمل : طالب .
((( الحياة العائلية للرئيس جمال عبد الناصر )))
كان والد جمال عبد الناصر أول مواطن من قرية بني مر الصغيرة التي تبعد 4 كيلومترات عن أسيوط يتسلم وظيفة حكومية في مصلحة البريد في الإسكندرية و كان ابن عائلة تعيش من زراعة قطعة متواضعة من الأرض و عرفت العائلة بالشجاعة و الكرم و التقوى ، و عندما انتهى السيد عبد الناصر من حفظ القرآن و تعلم القراءة و الكتابة أدخله والده إلى المدرسة الابتدائية في أسيوط التابعة للطائفة القبطية .
و ينال عبد الناصر الشهادة الابتدائية في عام 1913 و تفتح أمامه أبواب الوظائف الحكومية .
الموظف الشاب وحيد في الإسكندرية و يحن للحياة العائلية فيتزوج عام 1917 من فهيمة ابنة التاجر محمد حماد ، و
في 15 كانون الثاني عام 1918 تضع فهمية مولوداً ذكراً يطلق عليه اسم جمال .
و عندما كبر جمال قليلا اقترحت السيدة فهمية أن ترسل جمال إلى عمه خليل حسين في القاهرة للدراسة،
وهكذا كان .
و فجأة تموت السيدة فهيمة عام 1926 و جمال في القاهرة فيصاب بصدمة كبيرة و يعيد في بيت عمه قراءة الرسائل التي تبادلها مع والدته قبل أن يخطفها الموت .
و لكن الأيام تمر ....
و يعود جمال خلال السنة الدراسية 1929ـ 1930 إلى الإسكندرية حيث ينتظره والده و عائلته التي أصبحت تضم زوجة جديدة ينجب منها فيما بعد 8 أولاد .
و في صيف 1930 تذوق جمال و هو في الثانية عشرة من العمر معنى أن يكون الإنسان وطنياً في بلد تحكمه الأجانب ، وكان ذلك عندما اشترك في التظاهرات التي قامت في الإسكندرية صيف ذلك العام ضد حكومة إسماعيل صدقي و الدستور الجديد الذي أصدره و أعطى فيه صلاحيات واسعة للملك .
كان يهجم على رجال الشرطة المتظاهرين فيصاب بضربة على رأسه فيقع على الأرض ثم ينهض من جديد و يتابع التظاهر حتى يصاب بالتعب ، فيعود إلى منزله و وجهه ملطخ بالدماء .
و منذ ذلك اليوم ارتبط اسم جمال عبد الناصر بجميع التظاهرات الوطنية التي عادت فهبت من جديد إثر سقوط
حكومة إسماعيل صدقي و ما رافقتها من مظاهر العنف و الاضطهاد .
و في صيف 1935 ....
تعلن السلطات البريطانية أن دستور 1923 لا يمكن تطبيقه و كان هذا الدستور يصف بأن مصر هي دولة ذات سيادة و هي حرة مستقلة ملكها لا يجزأ ولا ينزل عن شيء منه و حكومتها وراثية وشكلها نيابي .
و كان جمال ممثل لجنة طلبة المدارس الثانوية فنظم تظاهرة طلابية ضخمة و كانت تطالب بتطبيق الدستور ، و تصطدم التظاهرة برجال الشرطة فيطلق هؤلاء الرصاص و يقتل بعض الطلاب و يجرح عدد كبير منهم و من بينهم جمال عبد الناصر .
و أغلقت المدارس على الفور و أضربت الصحف فوافقت السلطات البريطانية على إعادة الدستور 1923 و اعتبر الوفديون أنهم انتصروا .
و تعود التظاهرات بقيادة المغوار جمال عبد الناصر و يقول جمال عن تلك الفترة )) صرخت من أعماقي بطلب الاستقلال التام و صرخ ورائي الكثيرون و لكن صراخنا ضاع هباء و بددته الرياح أصداء واهية ، لا تحرك الجبال و لا تحطم الصخور ))
و لكن امتحانات البكالوريا تقترب ...
فيؤجل جمال التظاهرات و يدرس بجد و ينجح بتفوق .
و الآن إلى أين يتجه ؟؟!!
إنه يتجه إلى الكلية الحربية .
و سنعرف تفاصيل رحلته إلى الكلية في العدد القادم إن شاء الله .
دمتم بخير .. و أتمنى أن يحوز الموضوع على إعجابكم .