الحياء
أخي / أختي
موضوعنا اليوم عن خلق جميل اتصف به رسولنا الكريم
كما أن هذا الخلق الرائع فطري منذ خلق الله آدم وحواء
يقول تبارك وتعالى : < فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ > آدم وحواء عليهما السلام ، لما زين لهما الشيطان فأكلا من الشجرة الممنوعة ، ظهرت عورة كل منهما بعد ما كانت مستورة
فالإنسان يستحيي من التعري فطرة ، ولا يتعرى إلا إذا فسدت فطرته ، وانقادَ للأبالسة من الجن والإنس .
فما بالنا اليوم نرى التعري عنوانا للتمدن والحضارة وكلما زادت المساحة العارية من جسد فتياتنا صارت متحضرة وليست متخلفة ولا متحجرة كما يحلو للبعض ان يصف النساء المحجبات
النساء بدون حياء ، مصيبة المصائب ، وكارثة الكوارث ، فإذا نزع الحياء من النساء ، وجدت الفواحش والفجور ، وانتشر التبرج والسفور ، وظهر العري وكثرت الشرور . فالمرأة العاقل ، المرأة التي تريد الله والدار الآخرة ، تحذر كل أمر ينافي حياءها !
وبرأيي أن الأقل حياء من تلك المرأة التي تتعرى هو ذاك الرجل الذي يمشي بجوارها فخورا ببضاعته المعروضة لكل ذئب
فهو لم يفقد فقط الحياء ولكن فقد معنى الرجولة الحقة
وقلة الحياء تلك الصفة المذمومة ليست فقط في التعري البدني ولكن في التعري الخلقي
ففي قديم الزمان كان الذي يعصي الله أو يفعل ذنب ما كان يستتر أما الآن فكلما جاهر البعض بهذه التصرفات الفاقدة للحياء كلما ظن واهما أنه اكثر انفتاحاً وأقل تخلفاً
ففي الحديث الذي رواه البخاري ، يقول صلى الله عليه وسلم : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) أي أفعل ما تشاء ، لأنك قليل حيا ، أزعج المسلمين في بيوتهم بالأغاني الصاخبة، أرعب أطفالهم بسرعتك الجنونية ، أسرق سياراتهم ، اكتب على جدرانهم ، غشهم و تحايل عليهم ، عطل مصالحهم إلا برشوة ، استغل حاجتهم....
ولكن أيها الأخوة ـ الحياء من الإيمان ، فأكمل الناس إيمانا هم أشدهم حياء ،
ولهذا جاء في وصف النبي بأنه أشد حياء من العذراء في خدرها ،
وعثمان بن عفان كان عند الاغتسال لا يتجرد من ثيابه حياء ،
وفي الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( الإيمان بضع وسبعون ، أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان )) وفي حديث آخر يقول ـ صلوات ربي وسلامه عليه : (( الحياء والإيمان قرناء جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر )) . فقلة الحياء دليل على ضعف الإيمان ، فلا تستغرب ـ أخي المسلم ـ عندما تجد من لا يبالي في معاصي الله ، ويجاهر بها ، ومن يعلن تمرده على شرع الله تبارك وتعالى
ورحم الله من قال
إذا لم تخش عاقبة الليالي
ولم تستح فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء
أخي / أختي الحياء صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، ففي الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن ربكم حيي كريم ، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا )). فلندعوا الله ـ أيها الأخوة ـ ولنحرص على هذه العبادة العظيمة ،
يقول تبارك وتعالى : } وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {
الحديث في هذا الخلق يطول ويحلو الكلام عنه ولكنني لا أريد ان أطيل عليكم
رزقنا الله وإياكم الحياء