في هذا المقام سأتكلم بلسان العامة او أذا صح التعبير بلسان الواقع
الذي نعيش حلوه ومره ونتعايش مع مُنَغِّصاتِه وتقلُباته فتارةً
نلجأ الي النوم كالأطفال لرُبما يُخفف ما تراكم في عقولنا من وطئت الأيام
وتارةً نظطر الحقيقة الي أضيق طريق للهروب من ذواتنا وأنفُسُنا
فالناظر الي حال المرأة الشرقية النبيلة اليوم يري العجب العُجاب
فهي كبافي بنات حواء تُحب الافتخار والتباهي بأنوثتها والاهتمام بأناقتها وتحسين مظهرها
فهذه الغريزة التي جُبلت عليها و أَضْحت من طِباعها وسِماتها التي لا تكاد تنفصل و تنفك عنها كالروح في الجسد قد سلكت
بهاالطريق الوعِر وسيرتها عكس عقارب الساعة لِتتخِذ مجريً مُغايراً تماماً للذي فُطرت عليه تكاد تنفر منه طِباعها السليمة
فتراها في الأسواق وأماكن عملها بِكامل زينتها وحُلِيها وبأرقي وأجود وأفخم وأجمل أنواع اللباس ! وبِطيب يشتمُهُ الْقَاصِي فضلأً عن الدَّانِي!!(كالبدر ليلة أكتماله)
وكأن دعوي الجاهلية قد نزعتها فهي تُردد بلسان حالها علي مسامع اصحاب (القلوب المريضة)ذلك البيت الذي كُنا يُرددنهُ
النساء في الجاهلية وهن يَطُفْنَ بِالْبَيْتِ(الْيَوْم يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ وَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلُّهُ)!!!
فلو رجعنا الي الوراء قليلاً ونظرنا الي علاقتها وعشرتها وصحبتها لزوجها
ماذا سنري؟ نري الزوج قد قدِم من دوامه اليومي منتفخ الرأس ينظر الي ساعته مُستثقلاً
الثانية والدقيقة لرجوع الي البيت ليستكمل نصفه الأخر لعلها تُنسيه شدة التعب و تُزيل عنه أثر الأرهاق
وتُسقيه من فيض حنانها وتخفف عليه بنعومة بنانها
فما أن يصل وتلك الأمال التي تُراوده معلقة بين مسافة الطريق والبيت حتي يُنكر قلبه بما يراه
فبِمجرد دخوله البيت تتلاشي كل الأمال وتتحطم تلك الأحلام علي السنين العجاف والليالي الحالكة التي مرت علي زوجته!!
فهو يذكر أنه قد ترك خلفه أمرأة في ربيع عمرها وعنفوان شبابها لِيرجع ويصطدم بما لا يسر العين ولا يخطر علي قلب بشر
فهي قد أزينت بالشَناعَةٌ وأكتحلت بالبَشاعَةٌ وتطيبت بما يُنفر الملائكة من صلاة الجماعة
فمن واقع هذا الحال وهذا التناقض وقفت موقفاً حير عقلي وأقضّ مضجعي مُسْتَسْلِماً لِدوي الصوت الذي لا يزال يُعاود فكري
مُرَدِدً نفس الهُتاف لِمن تتزينين أيتها الطاهرة العفيفة؟!
ليتني أهتدي الي الدواء الشافي والجواب الكافي